الحوارات

تصريحات جديدة لمدير قوات السجون الفريق شرطة ياسر عمر (2)

الخرطوم: الحوادث

في السجون زكريات حزينة وسعيدة ماذا يعني السجن لك..؟

دايماً بقول للنزلاء كلمة نحن نحتاج لخلوة مع النفس…. نحتاج لفترة تقييمية وإعادة حساباتك وترجع تاني للحياة… وبقول ليهم السجن دا محطة توقف….. تقيف وتعمل تقييم لحياتك السابقة نحن نساعدك في إنك كيف تصلح أخطاءك لكن نقطة البداية عندك ونحن نخلق فيك رغبة التغيير واعتبر السجن نقطة توقف لتنطلق بصورة جديدة وأفضل قيم الأخطاء التي ا رتكبتها وآثارها على نفسك واسرتك وكيف تستطيع ان تستأنف حياتك من جديد نحن نعطيه هذا الأمل بأن الحياة لم تقف على ذلك وان السجن غير أنه محطة توقف هو انطلاق جديد لذلك نسميه إعادة إنتاج بصورة اخري بعد أن يكون قد تفهم وقيم حياته ووجد إعانة من إدارة السجن
وأيضا نساعده في التعليم ومحو الأمية وهناك نزلاء كثيرون يكون السبب في ارتكابهم الأخطاء جهل وعدم معرفه في السجن نعيد ونرتب الأفكار ونشير له الى الطريق الصحيح وهناك مختصين لذلك.وقد تكون المشكلة اقتصادية لا يمتلك مهنة لممارستها من خلال فترته في السجن يمكن ان يتعلم مهنة بعد قضاء مدته يمارسها ولايكون محتاج لغيره.

رؤية مفاهمية :ـ

وقد تكون المسألة مفاهيمية تحتاج منك لخبراء ومختصين لتقديم الوعظ والإرشاد وهناك نزلاء لا يعلمون أن هذا السلوك جريمة أو يتصادم مع القانون هناك بعض الناس في السجون يعتبرون أن بعض أنواع المخدرات مافيها مشكلة بدورنا نحن نوضح لهم مخاطرها و اضرارها وحكمها في الدين (لا ضرر ولا ضرار) وأنها تتصادم مع مجتمعه ومع دينه ونعمل على تصحيح للأفكار.

وهناك بعض السلوك خاصة الجرائم القاسيةالتى فيها ترسبات نفسية فهناك قسم خاص بالخدمة النفسية يقوم بالتحليل النفسي ودراسة حالته ومسبباته وايضا واحدة من الأشياء التي أنادي بها دائما هي الجمعية النفسية السودانية… دائماً بدعوتهم للعمل معنا داخل السجون لعمل الدراسات وإعانة الناس. وعبركم اناشد الجمعية النفسية السودانية تعمل وتكون علاقات قوية معنا في السجون.

غرفة الاعدام ماذا تعني لك؟

الإعدام نادر جدا في السجون ما بتم بصورة كثيرة قرابة الثلاث سنوات لم ينفذ إعدام للآن. والاعدام شي لابد منه لسبب واحد انه تنفيذ لأحكام قضائية
ثانيا الله سبحانه وتعالى قال في محكم تنزيله… (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب).

ولكن الدور الغريب لضابط السجن يحاولون تجنب تنفيذ حكم الإعدام عن طريق تشجيع الصلح بين أولياء الدم وبين المذنب وحينما يأتي تنفيذ الإعدام نحاول ان نتواصل مع أولياء الدم والطرف الثاني وإقناعهم بالعفو عن المتهم لآخر لحظة وبحضور القاضي نناشد ولي الدم وهو واقف وحدثت حالات كثيرة لعفوا أناس بواسطة ضباط السجون وهناك منظمات جودية( بيت الاجاويد) كثيرة تتعمل فى مجالات الصلح هذا ونحن نحاول بأي صورة من الصور تفادى تنفيذ عقوبة الإعدام لكن هي بالضرورة تكون موجودة لأن فيها حياة الناس وشرع الله سبحانه وتعالى. وغير ذلك نحاول عن طريق الضوابط القانونية إذا وجد نزيل عمره فوق اكثر من 70 عام أو أقل من 18 عام التجنب لتنفيذ حكم الإعدام.

ما عدا الحدود والقصاص والمرضع والحامل أيضا لا تنفذ فيهن حكم إعدام لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف تنفيذ الحدود عن المرضع والحامل هناك حالات كتيرة نقلل فيها حالات الإعدام لأن الصلح خير والرسول حثنا عليه
وإذا اضطرينا للتنفيذ نراعي جوانب إنسانية اولا ندع النزيل يكتب وصيته وثانيا اذا عنده اي مشاكل او زيارات للأسرة نحاول دائما في لحظة التنفيذ ان نهون عليه لتحمل تلك اللحظة ونفهمه انه اقتص منه فى الدنيا وسوف يذهب الى الآخرة نظيف من غير ذنوب حتى لو احتاج مرشد ديني إذا كان مسلم أو مسيحي نأتي به ويجلس معه ويتكلم معه ويلقنه الشهادة ونحن عملنا في كلمتين (التهوين والتهيئة).

قصص ولحظات عن تنفيذ الاعدام؟

مواقف كثيرة لكن اتذكر في لحظات لتنفيذ حكم الاعدام على احد النزلاء كان انسان طيب جدا ويخدم الناس واخيرا جات لحظة تنفيذ الاعدام آنذاك كنت من الضباط الجدد كنت بسأله في بداية تنفيذ الاجراءات وكنت أتفادى النظر إليه وهو حس بأني نفسيا متجاوب معه لكن أداء الواجب وقال إن (أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) وتم تنفذ الحكم بكل سهولة.

وعندما سألت عنه علمت بأنه قبل تنفيذ الحكم بيوم عرف واعلمهم بأنه جاهز للحكم واغتسل وودع الناس وأنه كان منقطع الاتصال مع الناس في خلوه مع ربه للصلاة والعبادة وارتحت جدا لما شعرت انه مضي سعيدا.

هناك أيضا من المواقف المؤثرة جدا في السجون الاحساس بالأسر في الزيارات والاحساس بحوجة الأطفال لوجوده معهم نحاول بذل مجهود بمساعدة الأسر والنزيل ذاته.

وايضا واحده من المواقف كان هناك نزيل لديه حكم طويل جدا ومن الشخصيات التي تخاف أن تخرجها من السجن عند مروري لتفقد أحوال النزلاء فوجدته مهموم سألته من حاله حكى لي ان لديه بنت اتصلت عليه وهى تريد ان تتزوج واعمامها رفضوا لها وقالتانها سوف تتتزوج عبر المحكمة و أخاف من الفضائح والمشاكل فسألته كيف يمكننى ان احل هذه المشكلة فرد انه لو كان حاضرا لكان تم عقد قران ابنته وبالرغم من حكمه كان كبيرا ومتوقع ان يحدث هروب أو مشكلة قمنا بعمل إجراءات تأمين عالية جدا وذهب وزوج ابنته وعاد فى زمن سريع وشكرني على ذلك.

وبالتالى فان عملنا يتطلب موازنات صعبة كضابط سجون لابد التوازن بين الإجراءات الأمنية والمعاملة الإنسانية فمن المعروف أن للسجن ضوابط كثيرة الزيارات الممنوعات مثلا الخروج من السجن الا بالاذونات وعنده ضوابطه فهناك مخاطر يمكن ان تحدث فكيف تتستطيع ان توائم بينها فهذه هي المهارة التي يكتسبها ضابط السجن من خلال عمله و كيف يوائم بين مصالح المجتمع ومصالح النزيل الذاتية ونسميها ثغرات العقوبة وكيف تقدر تحققها كلها…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى