الحوارات

رصد حالات اغتصاب ..التفاصيل الكاملة للأحداث االدامية لمحلية الرصيرص

قال محافظ محلية الروصيرص بالنيل الازرق ، عادل إبراهيم العقار، معلومات جديدة و خطيرة حول الأحداث التي شهدها إقليم النيل الازرق خلال الايام الماضية، وأدت الى مقتل حوالي الـ 200 مواطن وجرح اخرين، فضلاً عن موجات نزوح كبيرة الى داخل وخارج الاقليم. وقال انه تم استهداف وترصد لمكون بعينه يسكن مربع 11 بالقرية 4 تمت تصفيتهم جميعاً قتلاً وحرقاً وان من بينهم نساء واطفال، ووصف العملية بالابادة الجماعية والتطهير العرقي

كيف تصف لنا ما جى من أحداث طوال الأيام الماضية ؟

– ما حدث أمر مؤسف للغاية ولا يمكن للعقل البشري السوي ان يتقبله لبشاعته، والذي حدث أن المدينة 4 بمحلية ود الماحي تعرضت لاعتداء وانحصر فقط في مربع 11، وجميع سكانه من القمز، بما يؤكد انه ترتيب مسبق من قبل الجناة وهم من ينتمون الى قبلية الهوسا وحينها كانت الامطار تهطل والسكان داخل المنازل وبدا المعتدون في اطلاق وابل من الرصاص على المنازل فقتل جميع من بداخلها من الاطفال والنساء والرجال والعجزة حرقاً وقتلاً بالرصاص.

كم عدد المتوفين في هذا الحي لوحده ؟

-حسب الإحصائية الاولية حملت الرقم 113، بشاعة المنظر لم تكن في كمية الجثث فحسب بل كانت ان من بينهم من احرقوا تماماً وتفحمت جثثهم وجميع هؤلاء من قبيلة (القمز) في نفس الوقت انتقلت الاحداث الى المدينة 1و2 المجاورة للمدينة 4، وهناك قتل نحو 23 شخصاً غالبيتهم من الاطفال والنساء والعجزة.

م ماذا بعد هذه الأحداث ؟

-نتج عنها موجات نزوح كبيرة وسط المواطنين، والكل صار يبحث عن ملاذ آمن واستقبلت 8 مدارس بالروصيرص حتى الان اعداداً من هؤلاء النازحين وفي منطقة قنيص، واخر احصائية اجريت للنازحين بمدارس الروصيرص بلغت 4900 نازح، كما ان هناك نازحين اتجهوا مباشرة الى اقربائهم بالدمازين والروصيرص وقنيص، وما زالت عمليات التفويج مستمرة في نقل هؤلاء النازحين والان بدأنا في تفويج اخرين الى الروصيرص والدمازين، بينما لاذت اعداد اخرى بالهروب الى الخلاء وما زال بعضهم هائماً على وجهه، ولذلك تبدو حاجتنا الى عربات ناقلة قادرة على مقاومة رداءة الطرق في ظل هذه الظروف حتى نتمكن من الوصول اليهم في المناطق النائية خاصة منطة (الحمرا وبلقوة ) الوعرة بينما فر اخرون الى مناطق التعدين وهناك احتموا بقيادات من الرحّل ووجدوا اهتماماً ورعاية حسب متابعتنا .

هل تم القبض على بعض الذين نفذوا الهجوم الاخير ؟

-حتى الان لم يتم القبض على اي شخص ولا يوجد متهم كي تتم محاكمته ولكن لا بد من العدالة ضد كل من تسبب في هذه الاحداث اياً كان موقعه او صفته.

ما هي الاسباب التي ادت الى تجدد الصراع خاصة بعد ان تم الاتفاق الاطاري لوقف العدائيات ؟

-شهدت محلية ود الماحي استقراراً وهدوءاً في الاحوال بعد الاتفاق، الا من بعض حالات التفلت بدأت تظهر في المدينة 7 أم درفا ومن ثم انتقلت الى المدينة، الامر الذي استدعى الجهات الرسمية للذهاب الى هناك لتهدئة الاوضاع وبالرغم من الالتزام بوقف العدائيات الا ان عقد الامن انفرط بصورة بشعة.

وهل تعتقد أن الهجوم الأخير تم بترتيب أم أنه كان بغير ذلك ؟

-من المؤكد ان عمليات ترتيب واعداد كبيرة جرت لهذا الهجوم، وهناك حديث بان المجموعة المعتدية مدعومة وان هناك مجموعات كبيرة تسللت من خارج الاقليم لتقديم العون الى منسوبيهم هذا مجرد حديث يدور في الاوساط، ولم يتسن لنا تأكيده لكن الذي نحب ان نؤكده ان اسلحة ثقيلة تم استخدامها لاول مرة ومن بينها الاربجي والقرنوف والكلنكيت، وبالتأكيد ستعمل الجهات الرسمية على التحقق من مصادر هذه الاسلحة والجهة التي تقف وراءها .

ذكرت أن الجهات المعتدية تجد الدعم من أين لها ؟

-لا استبعد وجود تنظيم “بوكو حرام” المعروف والدليل على ذلك التمثيل بالجثث، وهذا لا يعرفه مجتمع الاقليم بكل مكوناته.

إذن بماذا تصف الذي جرى بمربع 11 ؟

-بكل وضوح ودون مواربة ان الذي حدث هو تطهير عرقي وإبادة جماعية وقتل وتمثيل بالجثث وحرق، كل هذا يقع تحت طائلة جرائم ضد الانسانية ويمكن وصف الذي حدث بانه تمرد ضد الدولة.

تحدثت عن استهداف مكون بعينه ما الذي تعرضوا له ؟

-كما قلت استهدف المعتدون مكوناً بعينه داخل المدينة 4 وتحديداً مربع 11 والذي يسكنه (القمز) وتمت تصفية كل من بهذا المربع قتلاً وحرقاً للنساء والاطفال والعجزة، وكانت هناك صعوبة في البحث عن الجثث وتم استخدام اليات لانتشالها متفحمة، ووصل العدد حتى مساء امس الى 154 وقتل في الاحداث ابن العمدة الكردي الذي ذهب ليجلي اسرته ولاول مرة تشهد الاحداث حالات اغتصاب في المدينة 3 تحديداً.

كثيرون يسألون عن غياب الأجهزة الأمنية وعدم تمكنها من محاصرة الصراع وبسط هيبة الدولة ؟

-كانت هناك قوة للاحتياطي بالمدينة 4 وتم سحبها الان حضرت قوة كبيرة من القوات المسلحة تحركت لبسط الامن وبالتالي الفصل بين المجموعات المتقاتلة.

وكيف واجهت محلية الروصيرص تدفق هذه الأعداد من النازحين ؟

تم تكوين لجان برئاسة المحافظ للاشراف على استقبال النازحين وتهيئة المواقع وتوفير ما يمكن توفيره لهم، وتم انشاء وحدة صحية تبرع بها ابن المنطقة مصعب وهذه لعبت دوراً كبيراً في تقديم الخدمات العلاجية العاجلة خاصة وان من بين النازحين حوامل ومرضعات وجرحى هذا الى جانب ان مستشفى الروصيرص ظل في حالة تأهب قصوى لاستقبال الحالات الحرجة وبعض هذه الحالات يتم تحويلها الى مستشفى الدمازين فالاعداد كبيرة والاوضاع صعبة للغاية .

وهل هناك تدخل لأي من المنظمات الاجنبية او القومية لمجابهة الوضع ؟

-نعم تواصلتُ مع منظمة اطباء بلا حدود وهم في طريقهم الى منطقة قنيص وكذلك نتوقع وصول منظمة لادرا لتقديم خدماتها للنساء والاطفال في مجالات صحة الامومة والنظافة، هذا الى جانب اهتمام وتدافع من قبل شباب الروصيرص والخيّرين بالمنطقة الى جانب مفوضية العون الانساني بالاقليم وتقديم مساعدات تتمثل في توفير مواد غذائية ودوية واسعافات اولية.

وما هو مصير العملية التعليمية بالإقليم في ظل الراهن ؟

-لم يمر اكثر من اسبوعين على انطلاق العام الدراسي وكنا نأمل ان نتخطى الحواجز التي تواجه مسيرة التعليم وبدأت حكومة الولاية في ذلك ولكن الاحداث الاخيرة وضعت التعليم على كف عفريت، مع تعقيدات المشهد هناك شوارع مغلقة ومدارس يتواجد بها نازحون الى جانب خروج عشرات الاسر بابنائهم الى خارج الاقليم كل هذه الظروف وضعت التعليم في خطر.

أيضاً ما مصير الموسم الزراعي لذات الأسباب ؟

-نعم ربما نواجه بفجوة غذائية لاول مرة تشهدها كافة محليات الاقليم، لجهة ان عدم الاستقرار سيعصف بالموسم الزراعي ولن تجد المساحات المزروعة من يقوم بحصادها، لان العمالة من كلا الاطراف المتصارعة مستهدفة من قبل بعضها البعض وهذا مجرد انذار مبكر كما اشرت لحدوث فجوة غذائية بالاقليم .

ما الذي يمكن أن تقوم به الجهات المعنية كافة للعودة إلى ما قبل الأحداث الأخيرة ؟

الآن وجه الاخ الحاكم نداءات عاجلة للاطراف المتصارعة لايقاف الاقتتال ومنع العدائيات ووقف خطاب الكراهية مع تواصل من قبل حكومة الولاية مع قيادات الادارات الاهلية ومتوقع ان تقابل هذه القيادات الحاكم، كما انه في سبيل وقف التصعيد وحماية للابرياء متوقع ايضاً صدور قرار بفرض حالة الطوارئ بالرغم من مخاطر هذا القرار وانه سيكون خصماً في مجال عمل المنظمات والقيام بدورها الانساني الا انه اجراء ارى لا بد منه لفرض هيبة الدولة .

المصدر : الانتباهة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى