
الخرطوم: الحوادث
المسافات
ايقنت تماما ان الوضع الاقتصادي في تراجع مريع بسبب السياسات الرعناء والفاشلة ، قد تكون هذه السياسات ذات تاثير ايجابي في اي وقت غير الذي يمرّ به السودان هذه الفترة ، وبهذه الطريقة لن تجني هذه السياسات اي ثمار بل ستكون النتيجة دمار وزوال كل ماهو جميل ومميز ، المستوردين والمصدرين رسموا صورة قاتمة مليئة بالسواد علي مستقبلهم ففضل بعضهم الرحيل و غيرهم قام بجرد ماله من اعمال واختار اقرب بلد تهتم بالإستثمار وإحتواء المستثمرين وليس تنفيرهم لانه نواة لإذدهار اقتصادهم ،
فلا يعقل ان نصبح كل يوم علي مشكلة جديدة تواجه ما نحاول إصلاحه فما جاء علي لسان رئيس اتحاد الغرفة التجارية ولاية الخرطوم حسن عيسى يجب ان يجد إهتمام من المسئولين ” إن وُجِدُوا ” لانه ينذر بكارثة اقتصادية لا يمكن علاجها في القريب العاجل وهي توسع ظاهرة ندرة السلع الاستهلاكية في المحلات التجارية ، بسبب تعطّل الاستيراد وتوقف إنتاج بعض المواد المحلية نتيجة لإرتفاع تكلفة النقل والمواد الخام وضعف المناولة بالموانئ .
فمشكلة الموانئ التي بدات بتمثيلية سياسية هزيلة ورخيصة الصنع خلال العام الماضي بالإغلاقات المتكررة ادت لنفور عدد كبير من الشركات العالمية التي كانت تعمل في الاستيراد بالسودان تقريبا فقدنا عدد 9 شركات من اصل 12 شركة بحسب معلومات تحصلنا عليها ، يا ترى من المستفيد من هذه الخسائر هل أهل الشرق الذين اغلقوا الميناء والطرقات حصدوا ما تمنوه من هذه الفعلة ، لقد فقدنا ثقة العالم في هذا الاتجاه ومن الصعب عودتها مرة اخرى لان التجارة لا تقبل التراهات والمكايدات والعالم حريص علي الكسب وليس الخسارة أما نحن نخلط الحابل بالنابل و لا يهم مصلحة الوطن بقدر ما نهتم بمصلحة الحزب او القبيلة ، كل من اجرم في حق هذا الوطن سيسأل عن ذلك يوم الموقف العظيم ،
ماهو ذنب المستوردين الذين حاقتهم الخسائر الكبيرة جراء السياسات الرعناء لا يكفي ما خلفه اغلاق الميناء ولم يفيق المستوردين والمصدرين من تلك الفعلة حتى توالت المفاجآت الغير سارة من حريق الطبالي بالميناء وغرق المواشي وزيادة الدولار الجمركي وقرارات كلها تصب عكس مصلحة الاقتصاد بل تهدف لتدميره بشكل مدروس وممنهج بل متعمد ، فمن المستفيد من تعطل 70% من حركة الاستيراد ؟
مما نتج عن ذلك توقف حركة الشراء و الركود الذي يعتبر اكبر مهدد إقتصادي في العالم ، والغريب ان البعض يتحدث عن تراجع نسبة التضخم بكل فخر وانها إنجاز يحسب للحكومة الإنقلابية هل هؤلاء لا يعلمون ان هذا التراجع بسبب الركود وليس شيء آخر انه تراجع “سلبي” يا سادة ولا يستفيد منه الاقتصاد بأي شيء بل بالعكس يزداد سوء . اصبحنا مضكة ومهزلة بين الامم من هذا التخبط ، إن كان فيكم رشيد فليحسم ما يدور في هذا البلد المليئ بالخيرات و يمكن فعلا يصبح سلة غذاء العالم إذا وجد من يخاف الله فيه .