مسرح الجريمة

تسميم أم تهرب؟ لغز “مرض” نتنياهو يثير عاصفة من الشكوك والاتهامات

الخرطوم: الحوادث

تصدرت صحة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عناوين الصحف العبرية مؤخرًا، بعد إعلان مكتبه عن إصابته بالتهاب معوي بسبب تناوله طعامًا فاسدًا.

هذا الإعلان أثار تساؤلات ملحة حول حقيقة ما جرى: هل تعرض نتنياهو لمحاولة اغتيال عبر دس السم في طعامه، أم أنه يحاول التهرب من المحاكمة التي تلاحقه؟

مرض مفاجئ وتأجيل متكرر
ذكرت صحيفة “يديعوت آحرنوت” أن نتنياهو شعر بتوعك خلال الليلة الماضية، وشُخصت حالته بالتهاب معوي، ما استدعى علاجه بالسوائل.

وبناءً على نصيحة الأطباء، تقرر أن يدير شؤون الدولة من منزله، مع التأكيد على أن صحته “جيدة”. اللافت في الأمر هو تزامن هذا “المرض” مع إلغاء شهادته في محاكمته قبل بدء العطلة القضائية، مما يغذي الشكوك بأنه اختلق المرض للتهرب من المحاكمة أو تأجيلها على الأقل.
محاكمة نتنياهو: شبح الفساد وجرائم الحرب
يواجه بنيامين نتنياهو اتهامات خطيرة بالرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة، قد تقوده إلى السجن في حال إدانته.

كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة المركزية في تل أبيب للرد على هذه التهم، لكن هذا التعثر الصحي جاء قبل أيام قليلة من بدء الإجازة القضائية للمحاكم الإسرائيلية التي تستمر حتى سبتمبر.

ولم تتوقف متاعب نتنياهو القانونية عند حدود بلاده، فقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024 مذكرة لاعتقاله بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

هذا يعني أن نتنياهو لن يمثل أمام المحكمة في جلساته المقررة قبل خروج المحاكم الإسرائيلية في إجازة لمدة 3 أشهر.

وليس هذا بجديد على نتنياهو، فقد لوحظ حرصه على التغيب عن المحكمة لأسباب مختلفة، بما فيها السفر أو الانشغالات الأمنية أو حتى الحروب.

“تهرب مستمر”: آراء المراقبين

اعتبرت يعيل فريدسون، المراسلة القانونية لصحيفة “هآرتس” العبرية، عبر منصة “إكس”، أن إعلان نتنياهو عن مرضه بسبب طعام فاسد “هو استمرار لمحاولاته التهرب من الاستجواب”.

وأضافت فريدسون أنه “ينبغي على القضاة تحديد مواعيد جلسات إضافية خلال فترة العطلة، في ضوء الظروف الاستثنائية التي ألغى فيها نتنياهو جلسات الاستماع الاعتيادية”.

دعم حكومي ومسار طويل من المتاعب الصحية
على الرغم من الشكوك، أعرب وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، إيتمار بن غفير، عن تمنياته بالشفاء العاجل لنتنياهو، مؤكدًا حاجة الشعب الإسرائيلي إليه “قويًا لمواصلة القيادة”.

يجدر بالذكر أن هذا “المرض” ليس الأول في سجل نتنياهو الصحي الذي تخلله العديد من الوعكات والعمليات الجراحية على مدار السنوات الماضية.

ففي ديسمبر الماضي، خضع لعلاج استئصال البروستاتا، وفي أبريل 2024، أجرى عملية جراحية لإصلاح فتق. كما خضع لعملية زرع جهاز تنظيم ضربات القلب في يوليو 2023، وفحص روتيني للجهاز الهضمي في يناير 2023 أظهر وجود سلائل صغيرة حميدة تمت إزالتها.

وفي أكتوبر 2022، شعر بتوعك أثناء صيام يوم الغفران، وخضع لفحوصات جاءت نتائجها سليمة.

وفي مارس 2018، أصيب بمرض فيروسي خفيف في الجهاز التنفسي العلوي. كما خضع لفحوصات تنظير القولون في ديسمبر 2015 وأكتوبر 2017، وتمت إزالة عدة سلائل بنجاح.

هذا التاريخ الطويل من المشاكل الصحية يثير التساؤلات حول حالته العامة، ويضيف بعدًا آخر للغموض الذي يكتنف مرضه الأخير، ويزيد من فرضية التهرب من الاستحقاقات القانونية التي تنتظره.

هل تعتقد أن هذا المرض الأخير مجرد صدفة، أم أنه جزء من استراتيجية لتجنب المحاكمة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى