الحوارات

مدير مركز حياة للعلاج من الإدمان : زيادة كبيرة في

أعداد البنات المدمنات

قال عمر عبد الباقي حمد النيل مدير مركز حياة للعلاج والتأهيل المكلف. إن الخرطوم تحتل المرتبة الأولى ثم تليها الجزيرة ونهر النيل وولايات الشرق في نسبة ارتفاع حالات المدمنين بالسودان.

كاشفاً بان هناك زيادة في أعداد البنات المدمنات وسنفتح لهن قسم ،وأن المركز سجل خلال شهر أغسطس (403) حالات منوهاً الى أن أكثر فئات المدمنين تتراوح ما بين 20 الى 40 عاماً خاصة طلاب الجامعات .

مضيفاً ان الكحول والخمور من أخطر الأنواع لأن نسبة بقائها في الجسم أكثر وتابع في الفترة الاخيرة أصبحت تنويم وصرح “الآيس” ترند سيختفي وهو حلقة أخيرة لمسلسل طويل والخطر القادم هو “الهيروين” .وطرحت عليه أسئلة كثيرة وإجابات أكثر..

حدثنا عن نشأة المركز وكيف كانت بداية العمل؟

تم عمل بحث من مركز ندى للدراسات الاجتماعية ووجد تفشياً لظاهرة المخدرات لذلك بدأ التفكير في إنشاء مركز لعلاج الادمان مركز حياة هو المركز الوحيد في السودان تم افتتاحه بصورة رسمية في العام 2014 بالشراكة مع عدد من الجهات تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية وكنا نتعامل مع الإدمان كظاهرة وليس مرض لذلك نتبع للتنمية الاجتماعية ومنذ تأسيسه مر بظروف مختلفة لكن الفريق المعالج ثابت لأنه الوحيد الذي لديه خبرة في التعامل مع الإدمان واصبحنا نتعامل مع الادمان كمرض مزمن يحتاج لعلاج وبداية التعاطي خيار ولكن هناك فرق بين المتعاطي والمدمن وعندما كان مقرنا في يثرب كان لدينا تنويم وعدد 23 سريراً وعند حلول جائحة كورونا قمنا بإيقاف التنويم وأصبحنا نعمل على العيادات الخارجية فقط.

رؤية المركز لعلاج الإدمان ومن هم القائمون عليه؟

عندما نتحدث عن المخدرات كملف كبير هناك جزءان لإيقاف المخدرات الاول متعلق بتقليل العرض وهذا عمل جهات أخرى والثاني تقليل الطلب الذي نعمل عليه من جانب التوعية والعلاج وقطعنا شوطا كبيرا جداً في جانب التوعية والعلاج وتقليل الطلب بداية المركز قديمة جداً ولكنه تطور عن طريق الشراكات والمؤتمرات والورش والدورات والعلاقات الدولية المنتشرة كما تم عمل زيارات متبادلة بيننا وبين مراكز علاج الادمان في الخليج ومصر والامم المتحدة وبسبب قلة المرتبات كثير من الاستاف العامل بالمركز بدأ بالهجرة الى دول الخليج وهذه مشكلة كبيرة وليس لدينا حل لها وبسبب تبعيتنا لوزارة التنمية أصبحنا خارج ميزانية الدولة والوزارة لا تقدم لنا شيئاً ثابتاً والمركز غير ربحي نقدم خدمة علاجية بأسعار زهيدة لتسيير بعض امور المركز واي شخص لم يكن لديه تكلفة العلاج يمكن أن نخفض له وفي بعض الاحيان قد يتم الإعفاء لأن غرضنا الاساسي تقديم الخدمة ونعاني من عجز مالي دائم كما نعاني من انعدام المكيفات وعدم التقفيل الجيد في المركز خاصة أن الادمان لا بد يتم إيقافه بطريقة محدد.

ما هي الخدمات التي يقدمها المركز وهل قام بتدريب وتأهيل الشباب؟

المركز أسس بأن يكون قومياً وسيكون مؤسسة حياة في المستقبل تضم المركز العلاجي ومركز التدريب وخدمات لاحقة والان يعمل المركز عيادات خارجية مع توقف التنويم والمركز التدريبي سيستأنف عمله في المرحلة القادمة وللأسف كل ذلك توقف بسبب التمويل ورسالتنا تقديم خدمة علاجية وتأهيل كوادر وطنية نعم قمنا بتدريب وتأهيل الشباب من المفترض أن تعطي الدولة اهتماماً أكبر للعاملين في المركز وفيما يتعلق بالعلاج والتأهيل ينقسم الى اثنين مرحلة إزالة السموم والرعاية وهنا نقوم بمساعدة المدمن بأن يتجاز هذه المرحلة بدون أعراض انسحابية والتأهيل والرعاية اللاحقة وكيفية التعامل مع المتعاطين امامه والمواقف الخطرة كالرحلات والمناسبات التي تنتشر فيها المواد المخدرة والغرض من التأهيل منع الانتكاسة وقرار إيقاف الادمان لا بد أن يكون من المدمن وبقدر رغبته في العلاج نقف معه ونفصل لكل مدمن علاجا محددا والإدمان مرض مزمن لكن الانتكاسة فيه واردة لكنها ليست حتمية.

حالات التردد اليومي وما هي الأكثر تعاطي للمخدرات؟

الفئة الكبيرة الأكثر تعاطياً وتردداً على المركز من 20 الى 40 عاماً خاصة طلاب الجامعات كما يتردد علينا أطفال وكبار في السن.

ما هي أكثر أنواع المخدرات خطورة وكم نسب البقاء للمخدرات في الجسم؟

اي مادة تختلف عن الاخرى في نسبة البقاء وأكثر المواد خطورة الكحول والخمر لأن تأثيرها طويل المدى .

ماذا فعلت الجهات المعنية لتغيير الصورة النمطية لدى البعض عن علاج الإدمان؟

عن طريق التوعية وفي السابق كانت لدينا زيارات منتظمة للجامعات والمدارس والداخليات بالتنسيق مع لجان الاحياء والأسر والان قل نشاط معظم البرامج بسبب الميزانية.

كم بلغت نسبة التعاطي وهل ما زال المشوار طويلاً للقضاء على هذه الظاهرة؟

لا نستطيع قياس نسبة التعاطي لأن ذلك أمر دولة ولا بد من عمل دراسات ولا يوجد رقم مضبوط حتى على مستوى السودان والظاهرة أصبحت في تمدد مستمر وفي تقديري جزء خفض العرض لا يعمل جيداً والمعروض أصبح في ازدياد وحتى المواد اصبحت في تنوع وبدأت تظهر مواد كانت غيرة موجودة وبدأ ترند (الآيس) سيختفي ويظهر آخر والخطر القادم هو (الهيروين) ودخوله من الأطراف وهناك من بدأ خلط “الايس بالهيروين” خاصة في شرق السودان وهذا الامر يحتاج لتضافر جهود كل الجهات كي نصل الى نتيجة ملموسة وأن يصبح برنامج دولة بدلاً من مركز ولا بد من وجود استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات وما زال المشوار طويلاً للقضاء عليها .

الدمج المجتمعي خدمة عظيمة هل المركز يعمل على ذلك؟

 (بالبقدر عليو) لأننا في العلاج لدينا جانبان اجتماعي ونفسي في الاجتماعي نقوم بتوفير ما يحتاجه المدمن لأن الشعور بالفراغ هو بداية للانتكاسة اذا كان المدمن طالباً نحاول إعادته الى الدراسة واذا لم نجد لديه رغبة في ذلك نقوم بإيجاد عمل له ونعمل على ذلك مع الاسر فقط ولا توجد جهة منظمة تتبنى تشغيل المدمنين ولا يوجد برنامج واضح لتعليم المدمنين حرفة محددة ولدينا رعاية لاحقة للمدمنين.

ماذا عن المشاهد الدرامية التي تروج للإدمان وكيف يتم التعامل معها؟

الدراما في الاخير تقوم بعكس واقع المجتمع وتسليط الضوء عليه اما فيما يتعلق بالترويج فهذا يعتمد على طريقة العرض وليس بالضرورة أن تكون هذه المشاهد ترويجاً لأن الدراما والمسرح هي الوسيلة السريعة لتوصيل المعلومة وفي برنامج التوعية استعنا بفنانين وممثلين للتوعية بخطر المخدرات ويمكن أن تكون تلك المشاهد مفيدة.

ماذا عن ظاهرة التعاطي بين طلاب المدارس؟

بداية التعاطي تكون في المدارس جزء منهم يتحول الى مدمنين والاخر يوقف ظاهرياً منتشرة في المدارس ولكن ليس لدينا إحصائية مضبوطة وهذا عمل دولة ومن خلال ملاحظاتنا ان مرحلة الاساس والثانوي تعاطي اما الادمان في الجامعات.

 

نسبة الإدمان وسط البنات أكثر أم الأولاد؟

لا شك الاولاد… ولكن في الفترة الاخيرة أصبحت هناك زيادة في أعداد البنات في السابق كانت النسب متباعدة ولكن الآن النسب ارتفعت وسط البنات وسنفتح تنويم للبنات في هذا المركز كثير من المتعاطين يصبحون لصوصاً ثم مروجين وغيره والإدمان مرتبط بالجريمة والعنف والسرقة إضافة لفقدان القوى العاملة .

هل تعتقد أن “الآيس” لديه دور في ارتفاع نسبة الإدمان وسط البنات؟

الآيس “ترند” لا أكثر وهو مثل أي مادة مخدرة ولا يوجد شخص بدأ إدمانه بالآيس بل كان مدمناً منذ البداية وتعاطى مخدرات من قبل ولم يأتنا حتى الان مدمن يتعاطى آيس فقط ومشكلة الايس الاساسية هو من المنشطات لذلك الكل ينتبه له (والآيس هو حلقة أخيرة لمسلسل طويل) والبنت لا تتعاطى المخدرات لوحدها ودائماً ما يكون هناك رجل في الموضوع وبعد دخولها في هذا العالم يتم ابتزازها واستغلالها جنسياً لانه في كثير من الاحيان من الصعب أن تعمل البنت كمروجة.

هل حدثت حالات وفاة؟

نعم هناك مخدرات تؤدي الى الوفاة عن طريق الجرعة الزائدة وفي مركزنا لم تحدث أي حالة وفاة لأن بيئتنا امنة .

الحديث عن دخول ألف حالة إدمان يومياً مراكز العلاج؟

غير صحيح ولا توجد إحصاءات دقيقة حتى الان واذا كانت هناك إحصائية على مستوى المركز فقط ولدينا تقرير يرفع شهرياً لوزارة التنمية الاجتماعية وفي الشهر الماضي بلغ عدد المدمنين (403) مدمنين منهم (141) بالخرطوم و(76) بأمدرمان و(36) ببحري و(66) بجبل أولياء وحالة واحدة بكرري و(8) بأبوسعد و(7) بأمبدة و(15) بشرق النيل و(53) حالة بالولايات.

في تقديرك ما هي أبرز الأسباب التي تؤدي الى الإدمان؟

في البدء نتحدث عن التعاطي اولاً الذي يبدأ بالرغبة في التجربة والشعور بالانتماء الى الاصدقاء المتعاطين وهناك من لديه مشاكل اخرى بجانب وجود أشياء محددة تنطبق على أي حالة كـ(الانفصال والوحدة ) يصبح الشخص أكثر تعاطياً في هذه الحال كما تميل المرأة للتعاطي حال وجدت زوجها أو عشيقها او اي شخص في اسرتها يتعاطى ولكن بصورة عامة الاسباب هي حب التجربة والفضول والاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يحل مشاكل.

هل هناك تنسيق بينكم وبين الجهات ذات الصلة وما مدى تعاونها معكم؟

لدينا تعاون مع المجلس الاعلى لمكافحة المخدرات يضم المكافحة والمركز والادلة الجنائية وعددا من الجهات الاخرى المتعلقة بالمخدرات والان دورها غير ظاهر لأن وضع البلد العام غير مساعد والدولة حالياً لديها أولويات أخرى.

ما هي أكثر الولايات والمحليات بالخرطوم في معدلات التعاطي؟

في الخرطوم أكثر المعدلات محلية الخرطوم اما الولايات الجزيرة وهناك زيادة كبيرة في نهر النيل ولها علاقة مباشرة بزيادة المخدرات هناك إضافة للدهابة الموجودين هناك وبورتسودان وكسلا من أكثر الولايات أيضاً وبدأ ظهور (الهيروين) في نهر النيل وولايات الشرق .

هل مراكز علاج الإدمان بالبلاد كافية؟

نحن المركز الوحيد في السودان الذي يعمل على علاج الإدمان وهناك بعض المراكز الخاصة لا أستطيع تقييمها لأنها أسست قبل 3 أشهر ولا نعرف عنها شيئاً لكن الكادر المؤهل الموجود في مركز حياة غير موجود في مكان آخر .

هل هناك حالات شفيت وما عددها؟

نعم منذ تأسيس المركز هناك كثير من الحالات التي شفيت وأنشأنا جمعية زمالة المدمنين المجهولين وهم المتوقفون الذين يساعدون المدمنين الاخرين على التوقف وفي بداية تأسيسهم ساعدناهم بالمواد العلمية وهناك تعاون كبير بيننا والزمالة مثبتة علمياً تساعد في منع الانتكاسة اما بخصوص أعدادهم هذا شيء غير معروف لأن المدمن بعد العلاج يذهب ولا نعلم هل عاد للمخدرات ام لا واذا أردنا عمل إحصائية لا بد من عمل جهود وتحتاج لتمويل كل هذه كخطط وبرامج موجودة لدينا ولكن تنفيذها صعب.

أخيراً اذا لديك رسالة تريد أن توجهها ؟

نعم لدي رسائل كثيرة اولاً نحتاج لخطة وطنية من الدولة تضم كل الجهات المتعلقة بمكافحة المخدرات وعلاج الإدمان في السابق كنا دولة معبر والان أصبحنا دولة مقر حدودنا كبيرة ومفتوحة ونحتاج للاهتمام بالكادر المعالج ونطالب الجميع بمعرفة أن الشخص اذا وصل لمرحلة ادمان اصبح الامر خارج إرادته ويعرضوه على مختصين كما نحتاج في الاستراتيجية القومية لفرز المروج من المدمن .

المصدر : الانتباهة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى