الرأي

عبد العظيم صالح يكتب .. المال السياسي

الخرطوم: الحوادث

خارج الصورة 

“المال السياسي”..

هذا العنوان اقتبسته من كلام كثير دار في ندوة(طيبة برس) التي نظمتها ظهر امس بالخرطوم. الخرطوم التي كنا نتباكي قبل سنوات عن ضياع (امسياتها )الجميلة والوادعة وصرنا اليوم نخشي من ذهاب (نهاراتها )والتي لم تعد علي مايرام .الندوة جاءت بعنوان أحزاب ما بعد الثورة ..رؤي جديدة أم اجترار القديم .؟وانطلقت من ورقة قدمها بروفيسور عطا البطحاني واستكملها النقاش وتعقيبات الحضور والذين يمثلون الوان سياسية مختلفة وتمثيل فئات معتبرةمن شباب ومرأة ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة وصحفيين واكاديميين.

والورقة طرحت اسئلة حول الأحزاب بعد ثورة ديسمبر ودورها في التجربة وتساءلت اين توجد علة الفشل ؟هل في هشاشة مؤسسات الدولة ؟ام في ضعف المنظومة ؟ وهل يمكن التفكير في نموذج سوداني يأخذ بقيم الديمقراطيةبعيدا عن النموذج المجرب. ؟. مع الاخذ في الاعتبار أن تقصير الأحزاب لا يقلل من أهميتها للديمقراطيةرغم رفض الشباب للنادي السوداني القديم.

ويرجع البطحاني اسباب الفشل لعوامل داخلية وخارجية منها غياب العقيدة الدستورية وقضايا الهوية والاستثمار في النزاعات وعدم الاستقرار والخلل الهيكلي في السلطة والتنمية. الندوة حاولت ايجاد مخارج للأزمة الراهنة أو كما وصفها البروفيسور عطا البطحاني ب (متلازمة الفشل السوداني) والتي حذر منها كاتب سنغالي ولخصها في قدرة السودانيين في الاتفاق علي إزالة الحكم العسكري وفشلهم بعدها في الاتفاق علي مشروع وطني وقومي يقود البلاد نحو الاستقرار والتنمية.

ويبقي ملخص النقاش في التحدي الذي يمكن اجماله في بناء جديد لعلاقات الأحزاب ببعضها البعض فهي تقوم علي العداء وليس التنافس.وفي كيفية الاتفاق علي مشروع دستور قومي يحدد ماهي الديمقراطية الأنسب ونوع الحكم المحلي القادر علي تقديم الخدمات من تعليم وصحة وأمن ومعيشة للمواطن.

وثالثة الاثافي في المال السياسي وهي القضية الأخطر والمسكوت عنها فتمويل الاحزاب من الخارج يقوض العمل الديمقراطي والوطني ويترك عواقب لا يمكن التهكن بمآلاتها. .فهل من حل ؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى