الرأي

عبد العظيم صالح يقول كيان السودان..

الخرطوم : الحوادث

خارج الصورة

سألني احد الاخوة عما اذا كنت أعلنت انضمامي لاحد الكيانات الصحفية التي ظهرت في الساحه مؤخرا..
والسؤال من باب معرفة السائل بمواقفي المستقلة والمهنية المعروفه واشفاقي علي حدة الانقسام التي سادت الوسط الصحفي بعد ثورة ديسمبر المجيدة وهي حالة لا تنفصل عن حالة التشرزم التي عصفت بالسودان واوصلته لهذه المرحلة التي ان (يكون فيها او لا يكون..)..بعد الثورة ظهرت كيانات عديدة لتكوين أجسام صحفية موازية ومتقاطعة او متماهية .

وقلت وقتها لماذا لا نسعي لاحداث التغيير المطلوب داخل جسم الاتحاد الموجود والمعترف به محليا وعالميا وبالوسائل الديمقراطية المعروفه بالانتخاب والترشيح والدعوة للجمعيه العمومية وقبل ذلك تنقية السجل الصحفي وابعاد كل من لا ينطبق عليه شروط العضوية وممارسة العمل الصحفي الاحترافي وفق المعايير المعروفه والمتوارثه للمهنه وللعمل النقابي في السودان كما ورثناه من الإسلاف..

قلت لصديقي القصة باختصار وجدت نفسي في مجموعه واتساب اعتبرتها مجموعة دردشه صحفيه كغيرها من المجموعات التي ننضم ونخرج منها كل يوم.وعندما أيقنت بأنها لا تعدو مجموعه دردشه وتسعي لإعلان نفسها في الساحه الصحفية والسياسية..

نقلت للأخ الكريم الذي تعشم في خيرا رؤيتي بأن يقبل اعتذاري لأن رؤيتي وان اتفقت مع الأهداف فهي تختلف عندي في الوسائل. وتفهم الأخ وهو صديق عزيز وقام مشكورا بإزالة اسمي من المجموعة..و أبلغ الأعضاء بذلك وانتهت القصة عند هذا الحد…واظنها لم تنته فقد ظهرت بعد ٢٤ ساعه مجموعه أخري في الضفة الاخري من النهر وهي أيضا تقود خطا يتفق في ذات الوسائل ويختلف في الأهداف هذه المره وظهرت ايضا جماعه اخري صحفيه وهكذا تدور دائرة الاستقطاب والانقسام مما يشير لصحة قناعتي بأهمية وحدة العمل الصحفي وضرورة استشعار خصائص ومميزات المهنة التي تميزها عن سائر المهن والتي تتخلص في دور الصحفي في رصد ويلات الحرب وعكس معاناة الناس بالقوالب الصحفية المعروفه وبالمهنية المعروفة بوزنة دقيقة دون الانزلاق السياسي الذي يفقدها قيمتها وتميزها واستقلاليتها في ظروف بائسة ومعقدة

يجب الاعتراف بأن الوسط الصحفي والاعلامي يمر اليوم بأزمة كبيرة تراجعت فيها كثير من القيم والقواعد في حاله أقرب للفوضي الضاربه ..غرف مجهولة ومواقع تتكاثر اميبيا ومنصات اسفيرية تهدر كاصوات الباعه في زحمة السوق العربي(زمان )..ليس هناك عمل مهني ومستقل واستقصائي ويمكن وصف الحاله بالانهيار الكامل او الشلل..ففي في مثل هذا المناخ من الأفضل البحث عن أفضل الطرق التي تحقق الحد الأدنى من مطلوبات الوحده الصحفيه ولا نزيد النار اشتعالا ولهذا نظل في موقع (الاستقلالية) وحتي ذلك الحين يظل الجميع هنا وهناك بكل مواقفهم محل تقدير وان يعذر بعضنا في ما اختلفنا عليه ويظل الصحفي في هذه الحالة هو قدوة للاخرين باحترامه للرأي والرأي الاخر..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى