الرأي

عبدالوهاب محمد جعفر .. يكتب .. لماذا يبتلينا الله بمثل هؤلاء؟

الخرطوم: الحوادث

المسكوت عنه

نتساءل كثيرا خاصة بعد الأحوال الإقتصادية السيئة، والإنفلات الأمني الحالي، وحالة الإضطراب التي نعيشها الأن، وفشل الحكومات الحالية والسابقة في النهوض بهذه الأمة، برغم ما تمتلكه بلادنا من خيرات كثيرة، وعقول نفتخر بها، لماذا يبتلينا الله بمثل هؤلاء؟.

للإجابة على هذا السؤال يمكننا الإعتماد على التحليل السياسي والإقتصادي، وقناعات الجيل الحالي ك( الحل في البل، والدولة العميقة، والتدخلات الخارجية وخلافه ) وهذا ما سوف نعود له بشئ من التفصيل في مقال قادم بإذن الله، ولكننا في خضم الأحداث الكثيرة، وإنشغالنا بأمورنا الدنيوية، قد.بعدنا كثيرا عن تعاليم ديننا الحنيف، كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والعمل بكتاب الله وسنة الحبيب المصطفى صلى آلله عليه وسلم وخلافائه الراشدين، وإنغمسنا في ملذات الحياة، فسلط الله علينا من لا يرحم .

فسبحانه وتعالى يعطي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الملك وهو على كل شئ قدير، سنة الحياة التغير ولكنه جل شأنه أعطانا شرط التغير في كتابه الكريم، فهو القادر العادل الحق الذي لا يظلم عنده أحد فقد إشترط علينا سبحانه وتعالى في قوله :

_*إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ .*_

وترك لنا جواب الشرط، ورسم لنا طريق التغير، وأعطانا الحل الذي لم نستطع له صبرا، بأن نبدء بأنفسنا وأن نتحد، وذلك في قوله تعالى :

_*حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ .*_

إن الله عادل عدل مطلق، لا يظلم عنده أحدا، العزيز القادر المقتدر، فالله سبحانه وتعالى لا يولى المستبد إلا على المستبدين، ولو نظرنا إلى أنفسنا لوجدنا داخل أكثرنا ظالم، أو مستبد، أو مخالف لحدود الله، فلو كان الأمر بيدنا، لجعلنا كل من حولنا تابعين لرأينا وأمرنا، فالمستبدون يتولاهم مستبد والظالمون يتولاهم ظالم والأحرار يتولاهم حر (_*كما تكونوا يُولَّى عليكم .*_).

فلنحاول أن نبدأ بأنفسنا ولندع أن نرمي اللوم على الآخرين، ولنتعظ مما سبق، ولنهتدي إلى الطريق القويم، ولنتمسك بعاداتنا وتقاليدنا السمحة، ولندع الخلق للخالق، والرزق للرازق، والخيرة فيما إختاره الله، والله خير الحافظين .

__اللهم تولنا فيمن توليت__

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى