الرأي

طاهر المعتصم يقول دارفور . .

الخرطوم: الحوادث

من على الشرفة..

تجدَّدتْ الصراعات المسلحة في ولاية غرب دارفور الأسبوع الماضي واستمرت إلى إطلاق النار على المشيعين للجثامين في المدافن، بحسب فيديو متداول، يوضح إلى أي درك وصل الأمر هناك، إلى درك لا يراعون فيه حرمة الموتى أو سنة إكرامهم بالدفن، وغياب واضح للأجهزة الأمنية المختصة، على الرغم من إعلان الطوارئ.

صحيفة (الجريدة) الغراء أوردت خبر اندلاع مظاهرات بزالنجي وسط دارفور، يوم الثلاثاء على خلفية مقتل المقدم أحمد محمد علي بخيت، قائد عمليات الفرقة 21 مشاة، وردد المتظاهرون هتافات تندد بما وصفوه بالبطء الحكومي في القبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وذلك على خلفية فشل لجنة أمن الولاية في الإيفاء بوعدها بالقبض على المتهمين واستعادة السيارة المنهوبة، خلال 24 ساعة، الأمر الذي لم يتحقق رغم مرور 6 أيام.

أربعة من موظفي بنك الادخار والتنمية بولاية شمال دارفور محلية الكومة، لقوا حتفهم إثر هجوم من مسلحين اعترضوا طريق سيارة البنك المحملة بالأموال، وتحمل مبلغ 60 ملياراً عبارة عن مرتبات العاملين بالمحلية، وإصابة البعض وأنباء عن نهب مبالغ مالية كبيرة، العاملين في المصارف في الولاية قاموا بوقفة احتجاجية، على خلفية ما حدث لزملائهم.

والي الولاية لم يقم بمقابلة موفدي القطاع المصرفي، فأصدروا بياناً لوحوا فيه بالتوقف عن العمل 24 ساعة.

هذه الأنباء المقلقة أصبحت تتوسع وأعداد الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم في الأحداث المتعاقبة في ازدياد مستمر، والأرامل والأيتام أضعاف مضاعفة، ولا يلوح في الأفق تدابير أمنية مشددة تمنع وقوع الأحداث المؤسفة، دون أن يحرك للخرطوم ساكن، كأن الأمر لا يعني أحداً.

من المهم جداً سرعة التحرك نحو إيجاد حلول جذرية للأزمة المتعاقبة، القوات المسلحة السودانية عليها العبء الأكبر، لأن خروج قوات اليوناميد أحدث فراغًا أمنيًا واسعاً، وفشل مواقيت الترتيبات الأمنية الخاصة باتفاق جوبا للسلام، ذو الأثر السلبي، والانشغال بالاتفاق حول مستقبل الدعم السريع ودمجه وتعطيل الاتفاق النهائي للعملية السياسية الموقعة في 5 ديسمبر الماضي، والفراغ الحكومي، كل هذه أسباب لما يحدث.

آخر قولي إن هذا الجزء العزيز من بلادنا يحتاج إلى سرعة التدخل وحسم التفلتات، وعدم جعل الإفلات من العقاب مستمراً، إطفاء الحريق عاجلًا مهم جداً، فالنيران التي اشتعلت في دارفور لن تكون بقية المناطق بمعزل عنها، هل نرى حسم هذه الأمور قريباً أم سيطول الانتظار.

المصدر: الحراك السياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى