مسرح الجريمة

التسول في المجتمعات السودانية .. بين الحاجة و الابتزاز “2”..

الخرطوم: احوادث

كشف تحقيق صادر اليوم الإثنين بان العاصمة الخرطوم أصبحت قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اي لحظة بسبب تفشي ظاهرة المتسولين والذين تفاقمت أعدادهم بصورة غير متوقعة خلال الآونة الأخيرة في وقت وجدت فيه الظاهرة تجاهلاً كبيراً من قبل المسئولين وخاصة وزارة الرعاية الاجتماعية

(7) فتيات ورجل..

واقعة أخرى بالقرب من سوبر ماركت بالخرطوم (2) حيث تقوم مجموعة من المتسولين والمتسولات بإيداع أموالهم بتلك البقالة ولا نعلم ما علاقة صاحب البقالة بأولئك المتسولين ، بعد ان قاموا بإيداع بعض الأموال وشراء بعض الاحتياجات خرجت نحو (7) فتيات يتوسطهن شاب كفيف، هذا الشاب يومياً تقوده إحدى الفتيات ويمارسا التسول بتقاطع السيد عبدالرحمن مع المك نمر وأحياناً يظهر في شارع البلدية وفي كثير من الأحايين يغير موقعه المعروف، هذا الشاب تشاجر مع الفتيات السبع اللائي تكالبن عليه وعندها وجد نفسه وحيداً وسطهن فطلب منهن تقسيم الأيام بينهن .

إحدى المتسولات اختفت الآن من وسط الخرطوم كانت تمتطي المواصلات العامة يومياً من شرق النيل وتحضر الى استوب القصر لتمارس التسول بأسلوب استدرار العطف حيث تعاني من فقدان إحدى أرجلها ووصلت هذه السيدة مرحلة ان قامت بشراء منزل وبنائه لطابقين وشراء سيارة ومن يومها لم تعد تظهر مجدداً .

أساليب التسول ..

يمارس المتسولون أساليب متعددة للتحايل على المارة إما بأسلوب الشحدة وطلب المساعدة المباشر او بتقديم مستندات علاجية أو روشتات مثلما يفعل رجال كبار في السن وشباب يدعون بان أحد الوالدين مريض وفي حالة حرجة وبحاجة للمال أو يدعون بأنهم عابرو سبيل وانقطع بهم السبيل او بأسلوب المديح وهنالك أسلوب لأطفال سودانيين يمارسون مسح الزجاج لاستدرار عطف سائق السيارة بجانب الوقوف بأبواب المساجد والمستشفيات والدعوات الطيبات وأسلوب الأطفال في الإمساك بأيدي المارة بإلحاح وبصورة مزعجة .

في السابق كانت الدولة تقوم بترحيل المتسولين الى دولهم ولكنها توقفت بعد اكتشاف عودتهم بصورة سريعة عقب ترحيلهم عبر الحدود المفتوحة وارتفاع كلفة ترحيلهم كانت أحد أهم أسباب إيقاف عمليات ترحيلهم .

مهدد أمني..

أصبح المتسولون وتواجدهم في مجموعات يشكل مهددا أمنياً كبيراً للمواطنين والمارة بالعديد من الشوارع مثل شارع صينية القندول سابقاً بالسوق العربي وشارع الجامع الكبير بحري وعدد من الشوارع التي يتواجد فيها المتسولون بأعداد كبيرة، فضلاً عن تعرض المتسولين أنفسهم لمخاطر السقوط ضحايا في قبضة عصابات الاتجار بالبشر والاتجار بالأعضاء حيث يتم الاتفاق معهم على بيع كلية مثلاً ومن ثم يتم تجهيز إجراءاتهم وترحيلهم الى الدولة التي ستجرى فيها عملية نقل العضو وهنالك يتم نقل عدد من الأعضاء والتخلص من جثثهم .

قبل أعوام حكى لي أحد المتسولين بان رفيقه سافر كنت قد اعتدت على رؤيتهما يتسولان معاً وعندما اختفى سألته عنه فأجابني بحزن ان شخصا حاول إقناعهما الاثنين للسفر وبيع كلية ولكنه رفض بشدة بينما وافق صديقه وسافر ولم يعد وحينما سأل علم ان صديقه تم الاستيلاء على كليتيه الاثنتين وتم التخلص من جثته .

يرى الخبير الجنائي اللواء (م) علي عبدالرحمن أن التسول يعتبر من الظواهر التي تتناسب طردياً مع معدلات الجريمة لافتاً الى أن معظم المتسولين الذين نراهم ذوو سجلات جنائية ومعتادو إجرام ويمارسون التسول كغطاء لأنشطتهم الإجرامية أضف الى ذلك ان هنالك أفرادا يستغلون المتسولين لصالحهم ويحققون عوائد طائلة من وراء التسول، وحسب التصنيف العالمي فان التسول يعتبر من السلبيات في أداء الحكومات، ولفت اللواء علي الى انه من المفترض أن يتم حصر المتسولين الأجانب ومراقبتهم عن طريق مراقبة الأجانب وتصنيفهم وترحيلهم الى دولهم إلا أن الدولة غير قادرة على ترحيلهم وتوفير احتياجاتهم .

يقول الخبير القانوني مجاهد عثمان عمر ان ظاهرة التسول زادت وانتشرت وان هنالك أجانب من دول النيجر وتشاد وإفريقيا الوسطى ونيجيريا لافتاً الى أن هذه الظاهرة أصبحت مهنة لدى الكثير من المتسولين حتى انه أصبح من الصعب التمييز بين المحتاج وممتهن التسول ومشيراً الى أنها قتلت المروءة في المواطنين ولفت مجاهد الى أن المتسول مجرم بموجب القانون إلا ان القانون غير مفعل لأسباب تتعلق بضعف دور الرعاية الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وشدد على ضرورة محاربة الظاهرة التي استفحلت وكادت تحدث خللاً أمنياً مشيراً الى إسهام المجتمع ودوره الفاعل في محاربتها عن طريق العمل التطوعي الخيري ودور شركات القطاع الخاص من خلال بند المسئولية المجتمعية وإعالة العاجزين عن العمل ومنحهم كفالات شهرية وتوفير فرص للشباب القادرين على الإنتاج وانتشالهم من التسول.

امصدر : الانتباهة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى