
فقدت الرياضة السودانية، وتحديدًا نادي المريخ، أحد أبرز رموزها التاريخيين برحيل الأستاذ محمد الياس محجوب، الرئيس الأسبق للنادي ورئيس مجلس الشورى السابق.
توفي “ود الياس” كما كان يُعرف بين الجماهير، في القاهرة بعد صراع مع المرض، مخلفًا وراءه إرثًا ضخمًا من العطاء والتفاني.
مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية
لم يكن محمد الياس محجوب مجرد إداري، بل كان نموذجًا للعطاء الذي لا ينضب.
بدأ مسيرته في السبعينيات، وتدرج في المناصب ليتبوأ رئاسة النادي. لم يمنعه الانتظار لأكثر من عقد لدخول مجلس الإدارة من دعم المريخ ماديًا ومعنويًا.
عُرف عنه دعمه المالي السخي، حتى بعد أن فقد جزءًا كبيرًا من ثروته، وظل دائمًا سندًا للنادي في أوقات الأزمات.
الحكمة والصلابة
تميز “ود الياس” بذكائه الحاد وحكمته الإدارية، إلى جانب صلابته في الدفاع عن مصالح المريخ.
من أبرز مواقفه التاريخية قيادته لبعثة النادي في زنجبار، حيث استطاع بذكائه إقناع السلطات بإقامة مباراة رغم إعلان حالة الحداد.
كما كان منزله في أم درمان ملتقىً دائمًا للإداريين والجماهير، يجمعهم على قلب رجل واحد من أجل النادي.
وداع مهيب وتأبين مؤثر
شُيّع جثمان الفقيد في القاهرة بحضور حشد غفير من أقطاب المريخ ورموزه، حيث أُقيمت صلاة الجنازة بمسجد مصطفى محمود ووُوري الثرى بمقابر الأسرة.
أجمعت كلمات المشاركين، وعلى رأسهم محمد الشيخ مدني، على إخلاص الفقيد وتفانيه، مؤكدين أنه كرس حياته لخدمة المريخ.
ظل محمد الياس محجوب، حتى أيامه الأخيرة، يحمل همّ المريخ رغم مرضه وظروف الحرب.
رحيله يمثل خسارة فادحة للرياضة السودانية، لكن إرثه من الإخلاص والتضحية سيبقى خالدًا في ذاكرة النادي وجماهيره إلى الأبد.