التقارير

فاجعة الصحراء الكبرى: 17 نازحًا قضوا عطشًا في رحلة الموت من دارفور!

الخرطوم: الحوادث

أعلن مفوض العون الإنساني في الولاية الشمالية، عبد الرحمن علي خيري، عن مأساة إنسانية مفجعة هزت الأوساط السودانية، تمثلت في وفاة 17 نازحًا من أصل 41 فردًا، بعد أن تقطعت بهم السبل في الصحراء القاحلة.

النازحون كانوا في طريقهم هربًا من جحيم النزاع الدائر في دارفور، ليواجهوا قدرًا أشد قسوة في رحلة البحث عن الأمان.

رحلة التهجير القاتلة: من الطينة إلى المجهول

يُجبر سكان دارفور الفارين من ويلات الحرب على سلوك طرق وعرة وخطيرة عبر الصحراء للوصول إلى الولاية الشمالية، وتحديدًا مدينتي الدبة ودنقلا.

تبدأ هذه الرحلة القاسية من مدينة الطينة بأقصى شمال دارفور على الحدود مع تشاد، وتمتد لأيام، وقد تصل أحيانًا إلى شهر كامل من العذاب والمشقة.

علي خيري أكد أن “41 شخصًا تاهوا في الصحراء أثناء قدومهم من الطينة إلى الدبة بالولاية الشمالية، توفي منهم 17 فردًا”.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع شنت هجومًا على هؤلاء النازحين فور خروجهم من مدينة الطينة، مما زاد من معاناتهم ودفعهم إلى المجهول.

ناجون بصعوبة: أطفال ونساء في مواجهة الجفاف والإرهاق

تفقّد المفوض النازحين الناجين في مستشفى دنقلا العسكري، الذي استقبل 10 نساء و13 طفلًا، داعيًا إلى تقديم الدعم والرعاية العاجلة لهذه الحالات الحرجة.

من جانبها، وصفت مسؤولة تنمية الأطفال في الولاية الشمالية، هيام عمر، أوضاع النازحين في المستشفى بـ”الصعبة للغاية”، مؤكدة أن بينهم أطفالًا ونساءً يحتاجون إلى رعاية خاصة.

أشارت هيام عمر إلى أن رحلة التيه في الصحراء امتدت إلى 9 أيام كاملة، ما أدى إلى حالات جفاف وإعياء وإنهاك شديد بين النازحين.

الفاجعة الأكبر تمثلت في وفاة أسرة كاملة بين الضحايا، لتضاف إلى سجل المآسي التي يمر بها السودان.

الولاية الشمالية: ملجأ النازحين ومعاناة إنسانية متفاقمة
تُعد ولاية شمال دارفور من أكثر الولايات تضررًا من النزاع الدائر بعد العاصمة الخرطوم، حيث شنت قوات الدعم السريع العديد من الهجمات المميتة على مناطقها، خاصة حول الفاشر وشمال كتم والمالحة، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة النطاق.

الولاية الشمالية، وخاصة مدينة الدبة، استقبلت مئات الآلاف من النازحين الفارين من هجمات الدعم السريع. يعيش معظم هؤلاء النازحين في ظل وضع إنساني قاسٍ للغاية، تفاقمه ضعف الاستجابة الإنسانية لاحتياجاتهم الأساسية.

هذه المأساة تستدعي تحركًا عاجلًا لإنقاذ الأرواح وتوفير الإغاثة الضرورية.

هل تعتقد أن المجتمع الدولي يقدم الدعم الكافي للنازحين في السودان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى