التقارير

صراع في أدري: حانة خمور داخل مخيم للاجئين السودانيين تثير الغضب وتحذيرات من فوضى اجتماعية!

الخرطوم/ الحوادث

بينما يواجه اللاجئون السودانيون في شرق تشاد ظروفًا إنسانية صعبة وفرارًا من ويلات الحرب، تتصاعد موجة من الاعتراضات والقلق داخل مخيم أدري للاجئين. السبب؟ افتتاح حانة لبيع الخمور داخل المخيم، في خطوة يرى فيها قادة اللاجئين تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاجتماعي والأمن، وتحذيرات من تداعيات قد تزيد من معاناتهم. هذا التطور المثير للجدل يأتي في ظل تدفق مستمر للنازحين، مما يضع ضغطًا إضافيًا على المخيمات ويُثير تساؤلات حول طبيعة الأنشطة التجارية المسموح بها في هذه الملاذات الإنسانية.

تفاصيل الأزمة:

أفادت مصادر محلية بأن الحانة، التي يديرها مواطن تشادي، بدأت نشاطها مؤخرًا داخل حدود مخيم أدري. هذه الخطوة لم تمر مرور الكرام، حيث عبر عدد من شيوخ ووجهاء اللاجئين عن رفضهم القاطع لها، مؤكدين أنها تهدد النسيج الاجتماعي للمخيم وتُفاقم المخاطر الأمنية، خصوصًا مع وجود أعداد كبيرة من النساء والأطفال الذين يعيشون أوضاعًا نفسية واجتماعية هشة.

وصرح أحد شيوخ المخيم، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، بأن افتتاح الحانة “قد يسهم في إثارة المشاكل وحوادث العنف والتحرش”. وأضاف أن اللاجئين بحاجة إلى بيئة آمنة لا تزيد من أعبائهم ومعاناتهم، واعتبر أن وجود مثل هذه المنشآت داخل المخيم “انحراف عن الغرض الإنساني الذي أنشئ من أجله”، مطالبًا بمراجعة فورية للسياسات المتعلقة بالأنشطة التجارية داخل المخيمات.

مطالبات بالتدخل العاجل:

وفي السياق ذاته، أكد أحد اللاجئين أن قيادات المجتمع اللاجئ أبلغت السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية العاملة في المخيم بمخاوفهم العميقة بشأن استمرار نشاط الحانة. وقد طالبوا بتدخل عاجل لوقفها، حفاظًا على التماسك الاجتماعي الذي يسعون جاهدين للحفاظ عليه في ملاذهم الجديد. يرى بعض اللاجئين أن هذه الخطوة “تتنافى مع القيم والتقاليد التي يتمسكون بها”، وقد تؤدي إلى توترات داخلية بين الفئات المختلفة داخل المخيم.

تحديات متزايدة وضغوط إنسانية:

تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه مخيمات اللاجئين في شرق تشاد ضغوطًا هائلة بسبب التدفق المتواصل للنازحين من السودان. تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 870 ألف لاجئ سوداني، معظمهم من النساء والأطفال، وصلوا إلى تشاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وتحذر المنظمات الدولية من أن أي خلل في إدارة المخيمات أو السماح بأنشطة قد تثير الفوضى، قد يفاقم الأزمة الإنسانية الراهنة ويهدد السلام المجتمعي في المناطق الحدودية الهشة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى