
كشف معتقلان أُطلق سراحهما مؤخرًا عن انتهاكات مروّعة داخل سجون قوات الدعم السريع في مدينة نيالا، بولاية جنوب دارفور.
وصف الاثنان، اللذان قضيا فترات اعتقال قاسية، معتقل “دقريس” بأنه واحد من أسوأ السجون على الإطلاق، حيث يُحتجز الآلاف في ظروف لا تليق بالبشر.
أبو آية: “شهدت كل أشكال التعذيب والحرمان”
يروي أبو آية، موظف حكومي سابق، تفاصيل اعتقاله لمدة شهرين في معتقل “دقريس”.
تحولت مدينة الخير الإصلاحية، التي كانت مقرًا للمعتقل، إلى سجن ضخم يحتجز أكثر من 3000 شخص، بينهم ضباط في الجيش السوداني، وأسرى من القوات المشتركة، بل وحتى أفراد من الدعم السريع أنفسهم.
أكد أبو آية أنه شهد خلال فترة اعتقاله “كل أشكال التعذيب والعنف اللفظي والجسدي، والحرمان من أبسط الحقوق”.
يعاني المعتقلون من نقص حاد في الطعام، الماء، والرعاية الصحية، ما يجعل حياتهم داخل السجن جحيمًا حقيقيًا.
رحلة اعتقال مروّعة:
من سوق الجنينة إلى “دقريس” أما المعتقل الثاني، الذي أُطلق سراحه في يوليو الماضي، فبدأت رحلته المريرة من سوق موقف الجنينة في ديسمبر الماضي، حيث اعتُقل بسبب رسالة صوتية على هاتفه.
تنقّل المعتقل بين عدة سجون تابعة للدعم السريع، مثل مقر الشرطة الشعبية وسجن كوبر، قبل أن ينتهي به المطاف في “دقريس”. وصف ظروف الاحتجاز في كل هذه الأماكن بأنها “أسوأ ما يمكن تخيله”:
نقص حاد في الأساسيات:
كان يُقدم لهم وجبتان فقط في اليوم من دقيق الذرة، مع كوب ماء واحد صباحًا وآخر مساءً.
ظروف صحية مزرية:
كانت الزنازين ضيقة، والمراحيض في حالة سيئة، ما أدى إلى انتشار الأمراض.
وفيات بسبب الإهمال:
في سجن كوبر، توفي خمسة معتقلين بسبب تفشي وباء الكوليرا نتيجة للاكتظاظ الشديد.
تعذيب مستمر:
خضع لتحقيق قاسٍ بينما كان مقيد اليدين، مع اتهامات بالتخابر مع الجيش.
”دقريس”: مدينة مغلقة من الجحيم
يصف المعتقل معتقل “دقريس” بأنه “مدينة مغلقة”، محاطة بسور عالٍ وحراسة مشددة. كشف عن تدهور الوضع الصحي، حيث كانت المراحيض ممتلئة والروائح كريهة، بينما يتم جلب مياه الشرب عبر الشاحنات.
تُقدم هذه الشهادات لمحة صادمة عن الواقع المرير الذي يواجهه الآلاف من المعتقلين في سجون الدعم السريع، وتُلقي الضوء على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تحدث بعيدًا عن أعين العالم.