
لا تزال أزمة الكوليرا تتفاقم في دارفور، حيث تُسجل عشرات الإصابات والوفيات، مع تحذيرات من تفشي الوباء على نطاق أوسع. يُعاني النازحون في المعسكرات من ظروف صحية ومعيشية متردية، مما يُضاعف من كارثة انتشار المرض.
كشفت مصادر طبية عن تسجيل 37 إصابة مؤكدة بالكوليرا في معسكر كلمة للنازحين بجنوب دارفور، بما في ذلك حالتا وفاة، منذ ظهور أول حالة في 3 يونيو الماضي. وتأتي هذه الأرقام وسط تحذيرات جدية من تمدد الوباء ليشمل مناطق أخرى، خاصةً منطقة طويلة في شمال دارفور، التي تستضيف مئات الآلاف من النازحين المعرضين للخطر.
ارتفاع مقلق في جنوب دارفور: 419 إصابة و 33 وفاة بالكوليرا
تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة بالولاية إلى ارتفاع مقلق في معدلات الإصابة بالكوليرا في معسكر كلمة.
فقد شهد المعسكر تسجيل 19 حالة جديدة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وحدهما، مما يرفع العدد الكلي للحالات في جنوب دارفور منذ 27 مايو إلى 419 إصابة، منها 33 حالة وفاة.
وتُظهر البيانات انتشارًا واسعًا للمرض في محيط مدينة نيالا، حيث توزعت الإصابات كالتالي: نيالا شمال (167 حالة)، نيالا جنوب (53)، نتيقة (2)، وبليل (197).
نداء استغاثة من
معسكر كلمة: “الوضع خطير ونفتقر لمركز عزل”
وصف الشيخ إسحاق محمد عبد الله، شيخ معسكر كلمة، الوضع الصحي في المعسكر بـ”الخطير” في حديثه لراديو دبنقا.
وأشار إلى أن مركز إرواء هو المركز الصحي الوحيد المتاح، بينما يُعاني المعسكر من نقص حاد في مركز عزل خاص بمرضى الكوليرا، مما يُجبر السلطات على نقل الحالات المصابة إلى مناطق أخرى.
كما أوضح أن جهود إصلاح البيئة تتم بـجهود ذاتية محدودة.
ووجه الشيخ إسحاق نداءً عاجلاً للجهات المختصة، مطالبًا بـ:
فتح مركز عزل داخل المعسكر.
توفير معدات لإصحاح البيئة.
تنظيم حملات تطعيم عاجلة.
كما ناشد برنامج الغذاء العالمي للإسراع في توفير الغذاء للنازحين، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية التي تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
أكدت منظمة أطباء بلا حدود أن الكوليرا قد عادت للظهور في دارفور للمرة الأولى منذ عامين، مشيرة إلى تسجيل حالات في نيالا بجنوب دارفور، ثم في منطقة طويلة بشمال دارفور.
وتستضيف هذه المناطق أعدادًا ضخمة من النازحين الذين يواجهون ظروفًا معيشية بالغة الصعوبة، مع محدودية الوصول إلى المياه الصالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي الأساسية. هذه الظروف الكارثية تزيد بشكل كبير من خطر انتشار المرض وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.