
تُعاني مدينة أم درمان من تدهور أمني خطير، تجلّى مؤخرًا في حادثة اختطاف ونهب تاجر ذهب في منزله. هذه الجريمة المروعة، التي وصفتها “تجمع أبناء العاصمة الوطنية أم درمان” بـ”المنظمة”، تُشير إلى تصاعد مقلق في نشاط العصابات المسلحة، ما دفع تجار الذهب في شارع الوادي إلى إعلان إضراب مفتوح احتجاجًا على هذا الانفلات.
تصاعد الجريمة المنظمة يهدد الأمن العام
أعرب تجمع أبناء أم درمان عن قلقه البالغ إزاء اقتحام مسلحين لمنزل تاجر الذهب، واختطافه تحت تهديد السلاح، ثم نهب كميات كبيرة من الذهب وإلقائه في منطقة غرب الحارات. هذه الواقعة الصادمة تؤكد انهيارًا أمنيًا واسعًا، وتستدعي تحركًا فوريًا وحاسمًا من السلطات المحلية والأجهزة الأمنية بولاية الخرطوم.
إضراب تجار الذهب: صيحة استغاثة ضد الفوضى
تجسيدًا لحالة الرعب والقلق التي يعيشها تجار الذهب، أعلنوا يوم الإثنين 21 يوليو إضرابًا مفتوحًا، محذرين من أن استمرار هذه الاعتداءات قد يؤدي إلى توقف كامل في نشاط تجارة الذهب.
وقد أكد أحد التجار أن زميلهم المعتدى عليه قد تقدم ببلاغ رسمي، مطالبًا باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية العاملين في القطاع.
دعوات لجمع السلاح وتفكيك العصابات
أعلن تجمع أبناء أم درمان دعمه الكامل للإضراب، واعتبره تعبيرًا مشروعًا عن رفض الفوضى الأمنية.
وطالب التجمع السلطات بتوفير حماية فورية للتجار والمواطنين، لا سيما في الأسواق والأحياء الطرفية التي تشهد نشاطًا متزايدًا للعصابات المسلحة.
كما أشار البيان إلى أن أم درمان تعيش حالة من الانهيار الأمني بسبب انتشار السلاح وتراجع دور الأجهزة النظامية. ودعا التجمع إلى ضرورة جمع السلاح وتفكيك العصابات التي تتحرك بحرية في الأحياء والأسواق.
وحمّل البيان السلطات مسؤولية ما وصفه بـ”التقاعس في مواجهة الانفلات”، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل وشفاف في الجريمة.
وحذر التجمع من أن صمت الدولة وتباطؤها لن يؤدي إلا إلى تفاقم الخوف بين المواطنين، وانكماش النشاط التجاري، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المدينة.