
توفي سجين يدعى ناصر ضحية داخل مبنى المحكمة في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، في حادثة مأساوية كشفت عن أزمة حقيقية في النظامين القضائي والصحي.
وحسب مصدر في الشرطة تحدث فإن السجين كان يعاني من مضاعفات صحية خطيرة نتيجة إصابته بمرض الدرن، وتدهورت حالته بشكل كبير خلال الأيام الماضية. ورغم أن إدارة السجن خاطبت المحكمة قبل أسبوع للمطالبة بالإسراع في البت في قضيته، إلا أن غياب القضاة حال دون ذلك، مما أدى إلى تأخير النظر في قضيته وقضايا أخرى.
“قاضي” بقرار إداري!
يكشف الحادث عن فراغ قضائي كبير في المدينة، حيث اضطرت السلطات إلى تكليف العمدة داؤود شكر الله بمهام قضائية بصفة “قاضي درجة أولى” لعدم وجود قاضٍ رسمي.
هذا الفراغ يفاقم الأوضاع المتردية داخل سجن كادوقلي، الذي يضم 255 سجينًا، منهم 168 سجينًا “منتظرًا” لم يتم الفصل في قضاياهم بعد.
السجن مرتع للأمراض
ويواجه السجناء ظروفًا صحية ومعيشية صعبة للغاية، حيث يفتقر السجن إلى الرعاية الصحية والغذائية، مما أدى إلى تفشي أمراض خطيرة مثل الدرن والكوليرا.
وفي تفصيل صادم، ذكر المصدر أن إدارة السجن قامت بتحويل أوراق قضية السجين ناصر ضحية إلى المحكمة، لكن الأخيرة رفضت استلامه، فاضطروا إلى تركه داخل المبنى، حيث فارق الحياة.
هذا المشهد يعكس حجم الإهمال المؤسسي الذي يهدد حياة السجناء في كادوقلي بشكل مباشر.
المصدر: صحيفة إدراك..