الرأي

عبدالعظيم صالح يكتب ..أبناء الجميل…

الخرطوم : الحوادث نيوز

خارج الصورة

منذ رحيل (ام محمد ) المرلم اعد قادرا علي كتابة (خارج الصورة )بصورته الراتبه.. وضعفت الشهية.. .ومع ذلك ابدي مقاومة باسلة تكبر مع الايام للتقبل وتحدي العودة و احاول من حين لاخر (هبوطا ناعما )في مدارج الحرف والسطر وألف باء تاء ثاء..
أفعل ذلك وانا علي يقين بان رحمة ربي تتنزل علي كل يوم صبرا علي (عواطف).وتسليما يبددحزنا تحل مكانه اطيافا من الايمان والرضا والقبول بامره وقدره.. ودعاء حارا بان يجمعنا الله (معا) في جنانه وتحت ظله يوم لا ظل الا ظله…
لا اكتب الا عند( الشديد القوي)ّّ.. او ويلح علي سلطان الكتابة بان اكتب في لحظة (فارقة) لاقول شيئا وبعدها تهدأ النفس وتستكين…وهأنذا افعل…
انا الان في شارع الحوادث ..مع الجميل الفاضل…
عندما تلتقيه تحس فعلا انه الجميل (الفاضل) من حاجات كثيرة ..(جميلة)
الضحكة سيدة الموقف ..وهل هي الان كذلك..بالطبع ..(لا).
ولكنها علي اي حال( حاضرة) تظهر وتختفي رغم انف الشجن الاليم الذي يعتصره وهو يلملم شتات صبره وخبرات (سابقه )في الشقاوة وعاديات ايام اختبرته وعركته في دروب الحياة الخشنة (الموجعة.)
جلست معه في عصرية امس في شارع الحوادث بكل زحامه وضجيجه الذي تتقاسمه ابواق المركبات و الباعه والماره والسابلة…
بيننا اكواب شاي وزجاجات ماء و مستشفي فضيل الذي يحتضن اللحظة نجله
(مصطفي )وهو في مرحلة التشافي والتعافي من جراح غادرة من قذيفه تمطت وكشرت عن (شظاياها )في جسده النحيل والغض وهو يخرج في مظاهرة 21 اكتوبر متدافعا ومندفعا مع جيله من شباب التغيير يحلمون بالحرية و المدنية ومستقبل زاهر.
هي لحظة مستفزة للكتابة (حقا)
بيني والجميل زمالة وصداقه وعشرة (مهنة النكد)سرنا في طرقاتها عقودا من زمان مضي ولا يعود وتبقي الذكري وفرصة التامل والدروس
طالما ..تحدثنا وضحكنا و وشقينا وبكينا في شارع (حوادث السودان العريض ) والذي ابي التعافي من شظايا الفرقه والشتات وابت ان تغادره ليالي الشمولية و الديكتاتوريات والتسلط.و (طيور الظلام) ..
جلست معه و حكي لي بسرديه مدهشه كانه يتحدث عن مصاب زول (تاني ) غير (نجليه)………ّ….ّ……
قال لي انا (الخص) ما جري لي بأنه امتحان مع الاقدار..
.في ظرف ثلاثه ايام وجد صاحبنا نفسه منقسمة بين( الفاضل) الذي اصابته طلقه مطاطيه في عينه ومصطفي الذي توزعت الشظايا جسده
بوحشية عشوائية
ينتظر الجميل عمليه لمصطفي واخري لعين الفاضل التي تأثرت شبكيتها بالاصابة وبالنزيف الذي تدفق كثيرا…
الجميل بدا مرتاحا لوقفة الناس معه من مختلف الاوساط.زملاء المهنة والاحباب والساسة وناس (الخارج)واغلبهم لا يعرفهم ولا يعرفونه الافي فضاء (العام)..ركزنا هنا في كوب السودان المليان و(السمح)
طال الحديث وتشعب وقلبنا المواجع والالام وبحثنا عن اجابة حائرة لاسئلة كبيرة وماكرة .
اسئلة ترتد وتدور في فضاء المكان حيث شارع الحوادث.وربما لو تحدثت ذاكرته واخرجت ما عندها من صور لاهوال عاشها هذا الشارع من زمن خورشيد باشا لهذه (العصرية) لفجعنا من هول المشهد السوداني الذي يرفض بعناد صلاح الحال
وهي علي كل (حال)لقطات
اقل بشاعة من (صور )مقتل الشباب اليوم وايذاءهم بهذه الصورة في طرقات خرطوم اليوم..خرطوم (الرعب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى